ووصل إلى أول بيت ودق الباب وفتحت الباب طفلة صغيرة ، فخجل أن يطلب طعام فطلب ماء ليشرب ، أما الطفلة فقد شعرت أنه جائع ليس فقط عطشان ، فدخلت الطفلة وجاءت ومعها إبريق ( كأس كبير ) من حليب البقر ، فشرب منه وهو ينظر إلى الطفلة ولم يصدق أنها أكرمته هذا الكرم وبعد أن انتهى من شرب الحليب قال لها : لا يوجد معي إلا 10 قروش ماذا أدفع ؟
قالت له : لا تدفع شيئ لأن أمي علمتني عندما نعمل خيرا نعمله دون أن نطلب عليه شيئ أنت شربت الحليب وخلص انتهى
فقال لها : لا أعرف كيف أشكرك
وأكمل طريقه وانتهت القصة بينه وبينها لكن الخير لا يذهب هباءا
وبعد أعوام هذا الشاب الفقير ابن القرية دخل إلى الجامعة وأكمل دراسته ودخل كلية الطب وتخرج وأصبح طبيب متميز بمهارته ، وبعد أشهر أتت شابة مريضة مرض خطير إلى أحد المستشفيات لكن لﻷسف لا يوجد معها أموال والأطباء المختصة فحصوها ورأوا أن المرض نادر جدا فاستدعوا ذلك الطبيب المتميز الذي كان طفل صغير يقف بعد سنوات أمام الطفلة الصغيرة التي أعطته كأس حليب بدون مقابل يسألها : من أين أنتي ؟ فقالت له اسم القرية
فقال لها : أين بالضبط
وتبدأ تقول له أين تسكن
وبدأ يستعيد الذاكرة أنها هي بنت القرية التي أعطته الحليب
وبدأ بإجراء العملية لها هو بنفسه وبعد أيام طويلة وصراع طويل في المشفى وشفيت البنت تماما
وأتت الفاتورة وبالطبع أن تكلفة العملية كثيرا جدا
فوقع عليها بتوقيعه وكتب عليها من تحت :
( الفاتورة مدفوعة بالكامل بكأس حليب )
العبرة أن الخير لا يذهب هكذا
اعملوا الخير وعلموا أولادكم يعملوا الخير بدون مقابل